صور من صبراتة
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
صور من صبراتة
بعض الصور من مدينة صبراتة
تقبلوا تحياتي
اختكم في الله الليبية
الليبية- المراقبة العامة
- عدد الرسائل : 265
تاريخ التسجيل : 08/04/2007
الاوسمة
الاوسمة:
الاوسمة:
(2/10)
رد: صور من صبراتة
مدينة صبراته
تقع
مدينة صبراته التاريخية على بعد 67 كم غرب العاصمة الليبية طرابلس, على
ساحل البحر الابيض المتوسط, وسط وشاح اخضر تلتقي عنده نهايات سهل جفارة
الفاصل بين حواف الجبل الغربي ومياه المتوسط شديدة الزرقة, وعلى بعد
كيلومتر واحد من شوارع المدينة وعماراتها وحركتها الدائبة, تجثم بجلال
وسكينة اثار صبراته الفينيقية الرومانية بجدرانها الدهرية الفخمة,
ومدافنها البونيقية, وأعمدتها المرمرية, ومسرحها الفخم المرمم, وممراتها
المرصوفة, متحدية عاديات الزمن, وشاهدة على ما عرفته المنطقة من حضارات
ودول, وعصور ومواسم فالاضرحة الفينيقية تتحاور وتتجاور مع الاثار
الرومانية الهائلة المتجهمة التي تحمل الكثير من قسمات الرومان انفسهم,
وتنبىء عن الطينة التي خبزوا منها, مثلما يشي موقع المدينة الساحر
والاستراتيجي بمدى حنكة وشاعرية مؤسسيها الفينيقيين.
وفيما يلي سياحة في الزمان والمكان, صعوداً وارتقاء مع صبراته إلى
أيامها الأولى ومواسمها القديمة, ووصف سريع لأبهة المشهد وعبقرية المكان,
ومحاولة رسم لملامح مدينة عربية تحفز البحر الأبيض المتوسط منذ عشرات
القرون, مدينة يتصافح عند ثناياها وحكاياها ما اعتاد الناس أن يسموه زمانا
ومكانا, تاريخيا وجغرافيا.
ليس ثمة اتفاق بين المؤرخين على تحديد دقيق لتاريخ تأسيس مدينة
صبراته, وان كان البعض يرجح أن تكون أسست في القرن السادس قبل الميلاد,
و(يؤيد هذا الكلام الحفريات التي أجريت حديثا بمدينة صبراته في المنطقة ما
بين الفورم والبحر, حيث وجدت بها آثار فينيقية تتمثل في مصاطب رملية, كان
الفينيقيون يقيمون فوقها أكواخا مؤقتة لفترة قصيرة من السنة, وأثناء
الحفريات وجدت فوق المصاطب طبقات سميكة من الرمال, وهذا دليل على أن
الموقع ظل مهجوراً لفترة زمنية طويلة. وفي تلك الأكواخ وجدت جرار بونيقية
, وقدور يونانية ترجع للقرنين السادس والخامس قبل الميلاد).
وعلى جانب المدينة الفينيقية بنيت المدينة الرومانية بمسرحها الفخم,
المدرجات وبيوتها العالية, وأعمدتها وأقواسها, ليتشكل من الحين معا, ما
يمكن اعتباره مدينة كبيرة بمقاييس ذلك العصر, وهي مدينة كانت تشكل بمرساها
احد أهم المراكز التجارية على الساحل الأفريقي لحوض البحر الأبيض المتوسط,
وإحدى المدن الثلاث التي سمي بها إقليم طرابلس, وهي لبدة الكبرى, واويا
(طرابلس الحالية) و صبراته , ومن هذه الحواضر الفينيقية الشقيقات الثلاث
سمي الإقليم كله طرابلس (Tripoli).
أما بالنسبة للتسمية, فقد وجد اسم المدينة بصيغة (صبرات) Sabrat على
العملة البونيقية الحديثة, وأحيانا صبراتن (Sabratan), وتعني هذه العبارة
(سوق الحبوب), ولذا يرجح بعض المؤرخين أن المدينة كانت تلعب دورا كبيرا في
المبادلات التجارية بين شرق وشمال المتوسط من جهة, وتجار محاصيل المنطقة
الطرابلسية وحتى الجبل الغربي (جبل نغوسة) وغدامس من جهة أخرى, وان كان
المؤرخ فيليب وارد يرى أن يونان جزيرة صقلية هم من كانوا يصدرون الحبوب
لصبراته لا العكس, وأنها كانت بمينائها مجرد واجهة بحرية لمدينة أخرى تحمل
هي أيضا اسما شبيها هو (صابرية) ولكنها في عمق البر وهي التي تعرف الآن
باسم الجوش.
وقد ذكر بلينيوس الأكبر plinius في كتابه (التاريخ الطبيعي) وكذلك
بطليموس في كتابه (الجغرافيا) أن اسم صبراته أطلق لتحديد منطقتين الأولى
بالداخل وكانت تدفع الضرائب للثانية الساحلية, والمصادر التاريخية تذكر
وجود أثار رومانية بالقرب من الجوش, وهذا دليل على سابق وجود مدينة هامة
والمصادر التاريخية نفسها تسمى هذه المدينة صابرية Sabria وهو يشبه اسم
المدينة الساحلية صبراته التي نتحدث عنها هنا.
وإذا رجعنا مع التاريخ نجد أن بداية تأسيس المدينة, مرتبطة بموجة
الاكتساح الحضاري الفينيقي لسواحل حوض البحر المتوسط, وربما يكون من
الضروري أن نشير في هذا المقام, إلى أن الفينيقيين هؤلاء هم شعب سامٍ
عروبي, كان يتركز أساسا ببلاد الشام, وتحديدا جبال لبنان الحالية وقد
مهروا في الملاحة البحرية والتجارة, وكانوا شعبا وديعا مسالما, وهم من
بناصور وصيدا وغيرهما من حواضر بلاد الشام, كما أسسوا مراكز حضرية في جزر
المتوسط, ووصلوا أسبانيا وبريطانيا, وكانوا يمرون بمحاذاة شواطىء شمال
أفريقيا ليتمكنوا من اللجوء إليها في حالة هبوب العواصف العاتية, ومع مرور
الوقت اسسوا عددا كبيرا من المدن على هذه الشواطىء الأفريقية الشمالية
كانت أبرزها قرطاج, والمدن الطرابلسية, وجزيرة قرقنة بتونس, وقابس,
وحضرموت (سوسة بتونس الآن), وهيبو رحبيس (عنابة) وغيرها.
وهكذا نلاحظ أن الفينيقيين لم يؤسسوا هذه المحطات فحسب بل إنهم أقاموا
العديد منها, وكان غالبها مجرد محطات صغيرة كانت تقام على الشاطىء في كل
30 كلم تقريبا, وذلك خوفا من الابتعاد عن السواحل ولكي يستريحوا من تعب
السفر ويتزودوا بالطعام والماء ويستطيعوا إصلاح سفنهم إن أصابها عطل, وقد
لعبت تلك المحطات التي أنشئت لأغراض سوقية وتجارية, دور الوطن البديل الذي
هاجرت إليه موجات من الفينيقيين بعدما اشتد ضغط الآشوريين في وطنهم الأصلي
لبنان, حيث قام مهاجرون من صيدا بالاستيطان نهائيا بالإقليم الطرابلسي,
ولحق بهم آخرون من صور.
ولكن الكتاب القدماء يختلفون في أي هذه المدن الفينيقية أنشأتها مدينة
صور وأيها التي أنشأتها مدينة صيدا, ويخبرنا الشاعر اللاتيني سيليوس
ايتاليكوس أن مدينة صور ومهاجريها هم من أنشأوا مدينتي لبدة وصبراته, ولكن
من قام بإنشاء مدينة أويا (طرابلس) هم مهاجرون من صقلية من أصل فينيقي.
أما المؤرخ سالوستيوس كرسبيوس 86 ــ 34 ق.م والذي كان ينتمي لأسرة من
العامة وشغل منصب (بروقنصل) لأفريقيا الجديدة في عهد قيصر, فقد قال إن
مهاجرين من صيدا هم من أنشأ لبدة, وعند مقارنتنا لرأي الكاتبين يتبين أن
الكتاب اللاتين كانوا يخلطون في كتاباتهم بين مدينتي صيدا وصور, وفي كلتا
الحالتين فإن المقصود هو أن صبراته والمدن الطرابلسية قد أسسهما واستقر
بهما الفينيقيون أولا.
وعلى أي حال فان مدينة صبراته لم تبلغ أوج ازدهارها إلا بعدما بسطت
عليها قرطاجة سيطرتها اثر تدخلها لطرد اليونان الذين حاولوا بقيادة دوريوس
بناء مستوطنة بإقليم غرب ليبيا عند مصب وادي كنبس (وادي كعام), وقد شارك
إلى جانب الفينيقيين في الدفاع عن المنطقة, وظلت المدينة قرطاجية مع نوع
من الحكم الذاتي حتى تمكن الرومان من تدمير قرطاج وإحراقها نهائيا في
نهاية الحروب البونيقية 146 ق.م لينتهي بذلك حلم فينيقي جميل ــ كما تروي
الأساطير ـ بدأته مؤسسة قرطاجة عليسة شقيقة الملك الصوري بجماليون.
أما على مستوى الحياة الروحية فقد كانت تسود صبراته الديانات الشرقية
التي استقدمها الفينيقيون, المتميزة بتعدد (الآلهة) الأسطورية, وفي مقدمة
تلك الآلهة, الآلهة (تانيت بينبعل) التي هي في الأصل الآلهة (اسطرطة) آلهة
القمر عند الفينيقيين بمدينة صور, وكانت بمثابة الآلهة (هيرا) زوجة الإله
زيوس عند اليونان, وفي مقام الآلهة (يونوسيليستس) زوجة الإله جوبيتر عند
الرومان.
ويعتقد أحمد صقر في كتابه (مدينة المغرب العربي في التاريخ) أن (تانيت
بينبعل) كانت تعبد كإلهة للبذر والحصاد والتناسل ويستغاث بها عند الولادة)
وقد دلت (الحفريات التي أجريت بمنطقة رأس المنفاخ بمدينة صبراته في سنتي
74 ـ 1975م أن الآلهة تانيت هي المعبود الرئيسي بالمدينة حيث أن معظم
الأحجار النذرية التي وجدت بالمقبرة البونيقية تحتوي على عظام الأطفال
المحروقين والمقدمين قربانا للإله (بعل), ومن بين الأدلة التي تبين عادة
التضحية بالأطفال, تلك الصورة المنحوتة على النصب التذكاري الموجود بتونس
والذي يمثل كاهنا يرتدي جبة شفافة وهو يرفع يده مبتهلا ومتضرعا إلى
المعبود (بعل) ومقدما له القرابين).
وقد اصطلح علماء الآثار على تسمية الجرار والمدافن التي تحوي عظام
أطفال محروقة كقرابين فينيقية, باسم (توفيت) ويؤكد مثل هذه العبادة المؤرخ
اليوناني القديم بلوتارخ (45 ـ 125م) الذي يقول أن ( المؤمنين الحقيقيين
كانوا لا يترددون في تقديم أطفالهم قرابين على مذبح الآلهة, أما الأغنياء
ذوو العقلية الواقعية فقد كانوا يقدمون للآلهة صغار الرقيق أو يشترون
أبناء الفقراء ويستعيضون بهم عن أبنائهم قرابين).
وقد استعيض لاحقا عن تقديم قرابين بشرية بقرابين من الماعز والماشية,
والدليل على ذلك أن الأواني الفخارية التي اكتشفت برأس المنفاخ بصبراته
كانت ملأى بعظام ماشية محروقة, حيث أن الإله بعل حمون استعاض عن الضحية من
الأطفال بالضحية الحيوانية التي تكون غالبا خروفا أو جدي ماعز وقد أيدت
هذا الكلام الحفريات الأثرية, وكذلك النقوش التي وجدت على الأنصاب
الرومانية في نقاوس, حيث يقول النقس (روح بروح ودم بدم وحياة بحياة) وهذه
العبادة تعنى أن الإله بعل قد قبل التعويض عن حياة البشر بحياة الحيوان
كما تعد دليلا على أن الديانة التوحيدية (ملة إبراهيم) عليه السلام, قد
عرفت طريقها إلى الفينيقيين في آخر عهودهم أيضا.
وحين بسط الرومان سيطرتهم على المدينة بالغوا في بناء مبان ضخمة مازال
بعضها قائما حتى الآن بصبراته كالمسرح ومعبد الفورم, والأقواس الفخمة التي
تذكر بقوس ماركس اورليوس بطرابلس وعرفت المدينة ازدهارا شديدا على
المستويين الفكري والتجاري, وقد سجلت لنا وثيقة جو الصراعات الفكرية بين
رومان صبراته هي كتاب المطارحات الشهير: (دفاع صبراته) وحين أضاء الإسلام
ظلام العصور ووصل الفاتحون أبواب صبراته, فتحت لهم ذراعيها بكل حب, كما
تحدثنا كتب المغازي, بأن أهالي هذه المدينة فتحوها للمسلمين صلحا دون
قتال, ربما لأن الأرض تحن إلى أهلها, فهذه المدينة العربية الفينيقية رأت
في الفتح الإسلامي عودة إلى الأصل وخلاصا من براثن الرومان.
وبعد عدة قرون من صراعات دول شمال أفريقيا الاسلامية وقع تهميش
المدينة بعدما نهضت مدن أخرى في الدواخل, كانت أكثر أمنا, وأبعد عن طارقي
البحر وغزاته ومغامريه, وتآكل الكثير من أحياء المدينة وحل بالبعض الأخر
الخراب, وذلك لطبيعة المواد التي استعملت في البناء, ومعظمها من الحجر
الجيري المغطى بطبقة من الجبس (الستوكو) وبفعل عوامل التعرية والرطوبة,
كانت طبقة الجبس تتآكل مع الزمن لتنهار بعد ذلك المباني ويتحول بعضها إلى
أكوام من الحجارة, والأعمدة المنهارة أو المتصدعة, وقد ذكر الرحالة
اليعقوبي أواخر القرن الحادي عشر الميلادي أنه مر بصبراته وأن بها مباني,
وتماثيل فخمة, أما التيجاني فقد مر بها في القرن الرابع عشر ووصف أعمدة
الرخام والمباني بقوله ( وبهذه المدينة أثار قديمة وأعمدة مرتفعة من
الرخام قائمة إلى الآن لأبناء يكنفها, ووجدت ساريتان منها متجاورتان على
شكل واحد وكل واحدة مؤلفة من أربع قطع في غاية الفخامة والارتفاع وحسن
الصنع) .
كما وصف أثار صبراته الكثير من الرحالة الأوروبيين في القرن التاسع
عشر مثل (بارت) الذي تحدث عن (المسرح والأعمدة والأقواس وقد رأى أيضا رصيف
الميناء, وتمثالين من الرخام أحدهما لامرأة ذات جسم متناسق) كما وصفها
الرحالة (فون مالتزان) ووصف المسرح الدائري, والتماثيل والميناء وبعض
الأبنية البيزنطية المتأخرة.
ومع الاحتلال الإيطالي لليبيا 1911م قررت الحكومة الإيطالية تكليف
بعثة من كبار المؤرخين وعلماء الآثار بالبحث عن الآثار الرومانية بصبراته
وغيرها من المدن الليبية, وذلك لأنها كانت ترفع شعار أن طرابلس هي شاطىء
روما الرابع, وبدأت الحفائر المكثفة بصبراته من سنة 1923م إلى 1936م, وأدت
إلى اكتشاف وترميم معظم مباني وشوارع ومسرح ومدافن المدينة القائمة حتى
الآن.
وربما تكون هذه هي الحسنة الوحيدة التي تركها الطليان بليبيا وإن
كانوا نهبوا الكثير من الآثار, ثم رمم الضريح البونيقي الشهير العائد
للقرنين الثالث والثاني قبل الميلاد والذي هو مسلة شاهقة, ترى مع المسرح
من عدة كيلومترات, وإلى جانب مدينة صبراته الأثرية بأوابدها ومعابدها تقف
الآن ثانية المدينة الحديثة بشوارعها وعماراتها وعربها الودودين, ومغارس
نخيلها وزيتونها وأرضها شديدة الخضرة الممتدة حتى دحمان وحرمان شرقا,
وجبار والعجيلات وسوق العلالقة جنوبا, وتنحسر الخضرة عند سبخة زواره غربا
أما في الشمال فمازالت المدينة تستيقظ على اهازيج شاعرها الثرثار الأبدي:
البحر الأبيض المتوسط.
اسم المدينة الحالي صبراتة
الاسم القديم صبراثا
الموقع حوالي 60 كم غرب طرابلس
ملخص لتاريخها مدينة فينيقية اسست في الالف الاولى ق.م. واشتهرت في العصر الروماني.
اهم آثارها المسرح ، الضريح البونيقي ، الفورم ، البازيلكا ، الكوريا (مبنى البلدية) كنيسة جستنيان بعض المعابد و الكنائس .
إذا ما غادرت طرابلس وسلكت الطريق الساحلي واتجهت غرباً فستبلغ بعد ساعة تقريباً المدينة الأثرية صبراتة.
ولعل أول ما يلفت نظرالزائر أطلال مسرحها الروماني في الجانب الشرقي فيها،
كذلك الضريح البونيقي الذي يبرز من خلال قطاعات التنقيب في الحي السكني
الممتد جنوب السور البيزنطي.
يعود إنشاء مدينة صبراتة إلى مطلع الألف الاولى قبل الميلاد، في
الفترة التي تلت اقامة المستوطنات الفينيقية الاولى في الشمال الافريقي
والتي على رأسها مدينتا قرطاجنة وعتيقة "اوتيكا" في القطر التونسي الشقيق.
وصبراتة واحدة من المدن الثلاث التي نسبت اليها قديماً أراضي الجزء الغربي
الشمالي من ليبيا، والذي أطلق عليه قدماء اليونان اسم تريبوليس أى اقليم "
المدن الثلاث" كما أطلقوا عليه اسم "ايمبوريا" أى المراكز التجارية حيث
كانت تقوم هذه المدن الثلاث المشار اليها والتي بقيت من أنشط الأسواق
والموانئ التجاريةالليبية الفينيقية " البونيفية" وذلك إلى انهيار الحكم
القرطاجي وقيام الدولة النوميدية وتمكن الرومان من بسط نفوذها الذى واجه
مقاومة عنيفة من الليبيين النوميديين اسوة باستبسال البونيقيين.
وعلى اثر الحرب الأهلية الرومانية التي امتدت آثارها إلى الشمال
الافريقي وانتصار يوليوس قيصر على خصمه بومبي في موقعة "تايسوس" أسست
الولاية الافريقية التي ضمت اليها أراضي "لامبوريا" وذلك سنة 46ق.م.؟
ترجع أطلال المدينة الحالية في معظمها إلى القرنيين الأول والثاني من
تأسيس الامبراطورية الرومانية، حيث تم تجديد بناء المعابد البونيقية
السابقة والمحيطة بساحة السوق – ( الفورم) والايوان القضائي "البازيليكا"
والمجلس البلدي (الكوريا) في القرن الرابع الميلادي. وإلى ذات الفترة
السابقة يعود أيضاً حي المساكن على الطريق الرئيسية المؤدية إلى المتحف
وكذلك الطريق الرئيسية الثانية والقاطعة للاولى عند الزاوية القائمة علة
امتداد سور المدينة البيزنطي. وفي فترة لاحقة اقيمت مساكن الحي الممتد بين
المسرح والطريق الرئيسية الممتدة من الغرب إلى الشرق.
ويلاحظ النسق التربيعي في تقسيم الشوارع وتقطيعها وهذا يتفق بل وينطبق
على النظام التخطيطي الهيبودامي ، الأمر الذي نتج عنه تطابق في تخطيط ورسم
المباني والشوارع مع محور تصميم المسرح والمساكن .وتحديداً تلك التي يعود
انشاؤها ألى القرن الثاني الميلادي- أي خلال فترة حكم الامبراطوريين
انطونيوس بيوس وماركوس اوريليوس (138-180م)ومن المرجح أن يكون وضع صبراتة
في هذه الفترة المزدهرة من حكم الامبراطور انطونيوس بيوس قد آل إلى أنها
أضحت مستوطنة رومانية وذلك بسريان نظام الحقوق المدينة الرومانية
علىسكانها، ويعتقد أن الأسباب التي تكمن وراء ازدهار المدينة تعود إلى
النشاط التجاري فيها وليس الأعمال الزراعية.فأرض الضواحي المحيطة بها تعد
أقل خصوبة من أراضي المقاطعة لبدة. يؤكد ذلك مقر وكلاء تجار صبراتة، الذي
تم العثور عليه في مرفأ (أوستيا) القديم على الساحل القريب من مدينة روما،
حيث تزدان قائمة المقر المذكور بفسيفساء.. صور الفيل.. وقد استنتج من هذا
أن تجارة صبراتة الرئيسة كانت تقوم على تصدير العاج و المنتوجات ذات
السمعة الافريقية الاخرى وذلك عن طريق فزان وغدامس . وظل البلد مزدهراً
طوال القرن الثالث الميلادي إلى عهد الأباطرة السويريين. في أواسط القرن
الرابع الميلادي وقع زلزال، ناهيك عن غزوات السلب والنهب والتخريب التي
قامت بها بعض قبائل الاوستوريين.
وتسترد المدينة مكانتها السابقة في فترات لاحقة وذلك حتى مجئ قبائل
الوندال التي اجتاحت الشمال الافريقي واستهدفت صبراتة تخريباً واحتلالاً
سنة (455م) شأنها شأن بقية المدن الافريقية في تلك الحقبة.وظلت المدينة
مهملة إلى أن احتلها الجيش البيزنطي ثانية سنة (533م) . وفي عهد
الامبراطور جستينان الذي استمر في حكم إلى سنة 565م، أعيد تحصين القسم
الأقدم من المدينة المجاور للميناء وذلك بانشأء واقامة سور بأبراج، كذلك
شيدت فيها كنيسة غطيت أرضية بهوها بالفسيفساء ( نقلت الأرضية الفسيفسائية
إلى طرابلس عام 1931م وهي محفوظة الآن بقائمة خاصة بالمتحف الجماهيري).
وتم في هذه الفترة أيضاً بناء مساكن جديدة وعبدت الطرق التي تتخللها على
أنقاض المباني السالف ذكرها بمستوى يعلو 3-4 اقدام فوق المستوى القديم كما
يلاحظ من قطاع التنقيب الواقع داخل الباب البيزنطي في الجهة اليمنى منه
مباشرة.
في عام 1923م. شرع بأعمال التنقيب والحفر في مدينة صبراتة ولأول مرة.
ولقد استمرت هذه الأشغال حتى عام 1936م، حيث تم خلال هذه المدة الكشف عن
نصف مساحة المدينة القديمة تقريباً بما في ذلك المباني العامة وعدد من
المساكن و الشوارع.
ومن بين المنشآت الهامة التي تم العثور عليها في تلك الآونة مسرح صبراتة.
وفي الخمسينات استؤنفت أعمال الحفر والتنقيب واتسع نطاقها فشمل القسم
الغربي من المدينة والكائن جنوب السور البيزنطي، حيث اكتشف حي سكني يرجع
للفترة الاولى من تأسيس الامبراطورية الرومانية. ويتميز هذا الأثر
المعماري البونيقي بطابعه الليبي الواضح.
بتصرف عن كتاب ليبيا الكنوز الصامتة...........
تقع
مدينة صبراته التاريخية على بعد 67 كم غرب العاصمة الليبية طرابلس, على
ساحل البحر الابيض المتوسط, وسط وشاح اخضر تلتقي عنده نهايات سهل جفارة
الفاصل بين حواف الجبل الغربي ومياه المتوسط شديدة الزرقة, وعلى بعد
كيلومتر واحد من شوارع المدينة وعماراتها وحركتها الدائبة, تجثم بجلال
وسكينة اثار صبراته الفينيقية الرومانية بجدرانها الدهرية الفخمة,
ومدافنها البونيقية, وأعمدتها المرمرية, ومسرحها الفخم المرمم, وممراتها
المرصوفة, متحدية عاديات الزمن, وشاهدة على ما عرفته المنطقة من حضارات
ودول, وعصور ومواسم فالاضرحة الفينيقية تتحاور وتتجاور مع الاثار
الرومانية الهائلة المتجهمة التي تحمل الكثير من قسمات الرومان انفسهم,
وتنبىء عن الطينة التي خبزوا منها, مثلما يشي موقع المدينة الساحر
والاستراتيجي بمدى حنكة وشاعرية مؤسسيها الفينيقيين.
وفيما يلي سياحة في الزمان والمكان, صعوداً وارتقاء مع صبراته إلى
أيامها الأولى ومواسمها القديمة, ووصف سريع لأبهة المشهد وعبقرية المكان,
ومحاولة رسم لملامح مدينة عربية تحفز البحر الأبيض المتوسط منذ عشرات
القرون, مدينة يتصافح عند ثناياها وحكاياها ما اعتاد الناس أن يسموه زمانا
ومكانا, تاريخيا وجغرافيا.
ليس ثمة اتفاق بين المؤرخين على تحديد دقيق لتاريخ تأسيس مدينة
صبراته, وان كان البعض يرجح أن تكون أسست في القرن السادس قبل الميلاد,
و(يؤيد هذا الكلام الحفريات التي أجريت حديثا بمدينة صبراته في المنطقة ما
بين الفورم والبحر, حيث وجدت بها آثار فينيقية تتمثل في مصاطب رملية, كان
الفينيقيون يقيمون فوقها أكواخا مؤقتة لفترة قصيرة من السنة, وأثناء
الحفريات وجدت فوق المصاطب طبقات سميكة من الرمال, وهذا دليل على أن
الموقع ظل مهجوراً لفترة زمنية طويلة. وفي تلك الأكواخ وجدت جرار بونيقية
, وقدور يونانية ترجع للقرنين السادس والخامس قبل الميلاد).
وعلى جانب المدينة الفينيقية بنيت المدينة الرومانية بمسرحها الفخم,
المدرجات وبيوتها العالية, وأعمدتها وأقواسها, ليتشكل من الحين معا, ما
يمكن اعتباره مدينة كبيرة بمقاييس ذلك العصر, وهي مدينة كانت تشكل بمرساها
احد أهم المراكز التجارية على الساحل الأفريقي لحوض البحر الأبيض المتوسط,
وإحدى المدن الثلاث التي سمي بها إقليم طرابلس, وهي لبدة الكبرى, واويا
(طرابلس الحالية) و صبراته , ومن هذه الحواضر الفينيقية الشقيقات الثلاث
سمي الإقليم كله طرابلس (Tripoli).
أما بالنسبة للتسمية, فقد وجد اسم المدينة بصيغة (صبرات) Sabrat على
العملة البونيقية الحديثة, وأحيانا صبراتن (Sabratan), وتعني هذه العبارة
(سوق الحبوب), ولذا يرجح بعض المؤرخين أن المدينة كانت تلعب دورا كبيرا في
المبادلات التجارية بين شرق وشمال المتوسط من جهة, وتجار محاصيل المنطقة
الطرابلسية وحتى الجبل الغربي (جبل نغوسة) وغدامس من جهة أخرى, وان كان
المؤرخ فيليب وارد يرى أن يونان جزيرة صقلية هم من كانوا يصدرون الحبوب
لصبراته لا العكس, وأنها كانت بمينائها مجرد واجهة بحرية لمدينة أخرى تحمل
هي أيضا اسما شبيها هو (صابرية) ولكنها في عمق البر وهي التي تعرف الآن
باسم الجوش.
وقد ذكر بلينيوس الأكبر plinius في كتابه (التاريخ الطبيعي) وكذلك
بطليموس في كتابه (الجغرافيا) أن اسم صبراته أطلق لتحديد منطقتين الأولى
بالداخل وكانت تدفع الضرائب للثانية الساحلية, والمصادر التاريخية تذكر
وجود أثار رومانية بالقرب من الجوش, وهذا دليل على سابق وجود مدينة هامة
والمصادر التاريخية نفسها تسمى هذه المدينة صابرية Sabria وهو يشبه اسم
المدينة الساحلية صبراته التي نتحدث عنها هنا.
وإذا رجعنا مع التاريخ نجد أن بداية تأسيس المدينة, مرتبطة بموجة
الاكتساح الحضاري الفينيقي لسواحل حوض البحر المتوسط, وربما يكون من
الضروري أن نشير في هذا المقام, إلى أن الفينيقيين هؤلاء هم شعب سامٍ
عروبي, كان يتركز أساسا ببلاد الشام, وتحديدا جبال لبنان الحالية وقد
مهروا في الملاحة البحرية والتجارة, وكانوا شعبا وديعا مسالما, وهم من
بناصور وصيدا وغيرهما من حواضر بلاد الشام, كما أسسوا مراكز حضرية في جزر
المتوسط, ووصلوا أسبانيا وبريطانيا, وكانوا يمرون بمحاذاة شواطىء شمال
أفريقيا ليتمكنوا من اللجوء إليها في حالة هبوب العواصف العاتية, ومع مرور
الوقت اسسوا عددا كبيرا من المدن على هذه الشواطىء الأفريقية الشمالية
كانت أبرزها قرطاج, والمدن الطرابلسية, وجزيرة قرقنة بتونس, وقابس,
وحضرموت (سوسة بتونس الآن), وهيبو رحبيس (عنابة) وغيرها.
وهكذا نلاحظ أن الفينيقيين لم يؤسسوا هذه المحطات فحسب بل إنهم أقاموا
العديد منها, وكان غالبها مجرد محطات صغيرة كانت تقام على الشاطىء في كل
30 كلم تقريبا, وذلك خوفا من الابتعاد عن السواحل ولكي يستريحوا من تعب
السفر ويتزودوا بالطعام والماء ويستطيعوا إصلاح سفنهم إن أصابها عطل, وقد
لعبت تلك المحطات التي أنشئت لأغراض سوقية وتجارية, دور الوطن البديل الذي
هاجرت إليه موجات من الفينيقيين بعدما اشتد ضغط الآشوريين في وطنهم الأصلي
لبنان, حيث قام مهاجرون من صيدا بالاستيطان نهائيا بالإقليم الطرابلسي,
ولحق بهم آخرون من صور.
ولكن الكتاب القدماء يختلفون في أي هذه المدن الفينيقية أنشأتها مدينة
صور وأيها التي أنشأتها مدينة صيدا, ويخبرنا الشاعر اللاتيني سيليوس
ايتاليكوس أن مدينة صور ومهاجريها هم من أنشأوا مدينتي لبدة وصبراته, ولكن
من قام بإنشاء مدينة أويا (طرابلس) هم مهاجرون من صقلية من أصل فينيقي.
أما المؤرخ سالوستيوس كرسبيوس 86 ــ 34 ق.م والذي كان ينتمي لأسرة من
العامة وشغل منصب (بروقنصل) لأفريقيا الجديدة في عهد قيصر, فقد قال إن
مهاجرين من صيدا هم من أنشأ لبدة, وعند مقارنتنا لرأي الكاتبين يتبين أن
الكتاب اللاتين كانوا يخلطون في كتاباتهم بين مدينتي صيدا وصور, وفي كلتا
الحالتين فإن المقصود هو أن صبراته والمدن الطرابلسية قد أسسهما واستقر
بهما الفينيقيون أولا.
وعلى أي حال فان مدينة صبراته لم تبلغ أوج ازدهارها إلا بعدما بسطت
عليها قرطاجة سيطرتها اثر تدخلها لطرد اليونان الذين حاولوا بقيادة دوريوس
بناء مستوطنة بإقليم غرب ليبيا عند مصب وادي كنبس (وادي كعام), وقد شارك
إلى جانب الفينيقيين في الدفاع عن المنطقة, وظلت المدينة قرطاجية مع نوع
من الحكم الذاتي حتى تمكن الرومان من تدمير قرطاج وإحراقها نهائيا في
نهاية الحروب البونيقية 146 ق.م لينتهي بذلك حلم فينيقي جميل ــ كما تروي
الأساطير ـ بدأته مؤسسة قرطاجة عليسة شقيقة الملك الصوري بجماليون.
أما على مستوى الحياة الروحية فقد كانت تسود صبراته الديانات الشرقية
التي استقدمها الفينيقيون, المتميزة بتعدد (الآلهة) الأسطورية, وفي مقدمة
تلك الآلهة, الآلهة (تانيت بينبعل) التي هي في الأصل الآلهة (اسطرطة) آلهة
القمر عند الفينيقيين بمدينة صور, وكانت بمثابة الآلهة (هيرا) زوجة الإله
زيوس عند اليونان, وفي مقام الآلهة (يونوسيليستس) زوجة الإله جوبيتر عند
الرومان.
ويعتقد أحمد صقر في كتابه (مدينة المغرب العربي في التاريخ) أن (تانيت
بينبعل) كانت تعبد كإلهة للبذر والحصاد والتناسل ويستغاث بها عند الولادة)
وقد دلت (الحفريات التي أجريت بمنطقة رأس المنفاخ بمدينة صبراته في سنتي
74 ـ 1975م أن الآلهة تانيت هي المعبود الرئيسي بالمدينة حيث أن معظم
الأحجار النذرية التي وجدت بالمقبرة البونيقية تحتوي على عظام الأطفال
المحروقين والمقدمين قربانا للإله (بعل), ومن بين الأدلة التي تبين عادة
التضحية بالأطفال, تلك الصورة المنحوتة على النصب التذكاري الموجود بتونس
والذي يمثل كاهنا يرتدي جبة شفافة وهو يرفع يده مبتهلا ومتضرعا إلى
المعبود (بعل) ومقدما له القرابين).
وقد اصطلح علماء الآثار على تسمية الجرار والمدافن التي تحوي عظام
أطفال محروقة كقرابين فينيقية, باسم (توفيت) ويؤكد مثل هذه العبادة المؤرخ
اليوناني القديم بلوتارخ (45 ـ 125م) الذي يقول أن ( المؤمنين الحقيقيين
كانوا لا يترددون في تقديم أطفالهم قرابين على مذبح الآلهة, أما الأغنياء
ذوو العقلية الواقعية فقد كانوا يقدمون للآلهة صغار الرقيق أو يشترون
أبناء الفقراء ويستعيضون بهم عن أبنائهم قرابين).
وقد استعيض لاحقا عن تقديم قرابين بشرية بقرابين من الماعز والماشية,
والدليل على ذلك أن الأواني الفخارية التي اكتشفت برأس المنفاخ بصبراته
كانت ملأى بعظام ماشية محروقة, حيث أن الإله بعل حمون استعاض عن الضحية من
الأطفال بالضحية الحيوانية التي تكون غالبا خروفا أو جدي ماعز وقد أيدت
هذا الكلام الحفريات الأثرية, وكذلك النقوش التي وجدت على الأنصاب
الرومانية في نقاوس, حيث يقول النقس (روح بروح ودم بدم وحياة بحياة) وهذه
العبادة تعنى أن الإله بعل قد قبل التعويض عن حياة البشر بحياة الحيوان
كما تعد دليلا على أن الديانة التوحيدية (ملة إبراهيم) عليه السلام, قد
عرفت طريقها إلى الفينيقيين في آخر عهودهم أيضا.
وحين بسط الرومان سيطرتهم على المدينة بالغوا في بناء مبان ضخمة مازال
بعضها قائما حتى الآن بصبراته كالمسرح ومعبد الفورم, والأقواس الفخمة التي
تذكر بقوس ماركس اورليوس بطرابلس وعرفت المدينة ازدهارا شديدا على
المستويين الفكري والتجاري, وقد سجلت لنا وثيقة جو الصراعات الفكرية بين
رومان صبراته هي كتاب المطارحات الشهير: (دفاع صبراته) وحين أضاء الإسلام
ظلام العصور ووصل الفاتحون أبواب صبراته, فتحت لهم ذراعيها بكل حب, كما
تحدثنا كتب المغازي, بأن أهالي هذه المدينة فتحوها للمسلمين صلحا دون
قتال, ربما لأن الأرض تحن إلى أهلها, فهذه المدينة العربية الفينيقية رأت
في الفتح الإسلامي عودة إلى الأصل وخلاصا من براثن الرومان.
وبعد عدة قرون من صراعات دول شمال أفريقيا الاسلامية وقع تهميش
المدينة بعدما نهضت مدن أخرى في الدواخل, كانت أكثر أمنا, وأبعد عن طارقي
البحر وغزاته ومغامريه, وتآكل الكثير من أحياء المدينة وحل بالبعض الأخر
الخراب, وذلك لطبيعة المواد التي استعملت في البناء, ومعظمها من الحجر
الجيري المغطى بطبقة من الجبس (الستوكو) وبفعل عوامل التعرية والرطوبة,
كانت طبقة الجبس تتآكل مع الزمن لتنهار بعد ذلك المباني ويتحول بعضها إلى
أكوام من الحجارة, والأعمدة المنهارة أو المتصدعة, وقد ذكر الرحالة
اليعقوبي أواخر القرن الحادي عشر الميلادي أنه مر بصبراته وأن بها مباني,
وتماثيل فخمة, أما التيجاني فقد مر بها في القرن الرابع عشر ووصف أعمدة
الرخام والمباني بقوله ( وبهذه المدينة أثار قديمة وأعمدة مرتفعة من
الرخام قائمة إلى الآن لأبناء يكنفها, ووجدت ساريتان منها متجاورتان على
شكل واحد وكل واحدة مؤلفة من أربع قطع في غاية الفخامة والارتفاع وحسن
الصنع) .
كما وصف أثار صبراته الكثير من الرحالة الأوروبيين في القرن التاسع
عشر مثل (بارت) الذي تحدث عن (المسرح والأعمدة والأقواس وقد رأى أيضا رصيف
الميناء, وتمثالين من الرخام أحدهما لامرأة ذات جسم متناسق) كما وصفها
الرحالة (فون مالتزان) ووصف المسرح الدائري, والتماثيل والميناء وبعض
الأبنية البيزنطية المتأخرة.
ومع الاحتلال الإيطالي لليبيا 1911م قررت الحكومة الإيطالية تكليف
بعثة من كبار المؤرخين وعلماء الآثار بالبحث عن الآثار الرومانية بصبراته
وغيرها من المدن الليبية, وذلك لأنها كانت ترفع شعار أن طرابلس هي شاطىء
روما الرابع, وبدأت الحفائر المكثفة بصبراته من سنة 1923م إلى 1936م, وأدت
إلى اكتشاف وترميم معظم مباني وشوارع ومسرح ومدافن المدينة القائمة حتى
الآن.
وربما تكون هذه هي الحسنة الوحيدة التي تركها الطليان بليبيا وإن
كانوا نهبوا الكثير من الآثار, ثم رمم الضريح البونيقي الشهير العائد
للقرنين الثالث والثاني قبل الميلاد والذي هو مسلة شاهقة, ترى مع المسرح
من عدة كيلومترات, وإلى جانب مدينة صبراته الأثرية بأوابدها ومعابدها تقف
الآن ثانية المدينة الحديثة بشوارعها وعماراتها وعربها الودودين, ومغارس
نخيلها وزيتونها وأرضها شديدة الخضرة الممتدة حتى دحمان وحرمان شرقا,
وجبار والعجيلات وسوق العلالقة جنوبا, وتنحسر الخضرة عند سبخة زواره غربا
أما في الشمال فمازالت المدينة تستيقظ على اهازيج شاعرها الثرثار الأبدي:
البحر الأبيض المتوسط.
اسم المدينة الحالي صبراتة
الاسم القديم صبراثا
الموقع حوالي 60 كم غرب طرابلس
ملخص لتاريخها مدينة فينيقية اسست في الالف الاولى ق.م. واشتهرت في العصر الروماني.
اهم آثارها المسرح ، الضريح البونيقي ، الفورم ، البازيلكا ، الكوريا (مبنى البلدية) كنيسة جستنيان بعض المعابد و الكنائس .
إذا ما غادرت طرابلس وسلكت الطريق الساحلي واتجهت غرباً فستبلغ بعد ساعة تقريباً المدينة الأثرية صبراتة.
ولعل أول ما يلفت نظرالزائر أطلال مسرحها الروماني في الجانب الشرقي فيها،
كذلك الضريح البونيقي الذي يبرز من خلال قطاعات التنقيب في الحي السكني
الممتد جنوب السور البيزنطي.
يعود إنشاء مدينة صبراتة إلى مطلع الألف الاولى قبل الميلاد، في
الفترة التي تلت اقامة المستوطنات الفينيقية الاولى في الشمال الافريقي
والتي على رأسها مدينتا قرطاجنة وعتيقة "اوتيكا" في القطر التونسي الشقيق.
وصبراتة واحدة من المدن الثلاث التي نسبت اليها قديماً أراضي الجزء الغربي
الشمالي من ليبيا، والذي أطلق عليه قدماء اليونان اسم تريبوليس أى اقليم "
المدن الثلاث" كما أطلقوا عليه اسم "ايمبوريا" أى المراكز التجارية حيث
كانت تقوم هذه المدن الثلاث المشار اليها والتي بقيت من أنشط الأسواق
والموانئ التجاريةالليبية الفينيقية " البونيفية" وذلك إلى انهيار الحكم
القرطاجي وقيام الدولة النوميدية وتمكن الرومان من بسط نفوذها الذى واجه
مقاومة عنيفة من الليبيين النوميديين اسوة باستبسال البونيقيين.
وعلى اثر الحرب الأهلية الرومانية التي امتدت آثارها إلى الشمال
الافريقي وانتصار يوليوس قيصر على خصمه بومبي في موقعة "تايسوس" أسست
الولاية الافريقية التي ضمت اليها أراضي "لامبوريا" وذلك سنة 46ق.م.؟
ترجع أطلال المدينة الحالية في معظمها إلى القرنيين الأول والثاني من
تأسيس الامبراطورية الرومانية، حيث تم تجديد بناء المعابد البونيقية
السابقة والمحيطة بساحة السوق – ( الفورم) والايوان القضائي "البازيليكا"
والمجلس البلدي (الكوريا) في القرن الرابع الميلادي. وإلى ذات الفترة
السابقة يعود أيضاً حي المساكن على الطريق الرئيسية المؤدية إلى المتحف
وكذلك الطريق الرئيسية الثانية والقاطعة للاولى عند الزاوية القائمة علة
امتداد سور المدينة البيزنطي. وفي فترة لاحقة اقيمت مساكن الحي الممتد بين
المسرح والطريق الرئيسية الممتدة من الغرب إلى الشرق.
ويلاحظ النسق التربيعي في تقسيم الشوارع وتقطيعها وهذا يتفق بل وينطبق
على النظام التخطيطي الهيبودامي ، الأمر الذي نتج عنه تطابق في تخطيط ورسم
المباني والشوارع مع محور تصميم المسرح والمساكن .وتحديداً تلك التي يعود
انشاؤها ألى القرن الثاني الميلادي- أي خلال فترة حكم الامبراطوريين
انطونيوس بيوس وماركوس اوريليوس (138-180م)ومن المرجح أن يكون وضع صبراتة
في هذه الفترة المزدهرة من حكم الامبراطور انطونيوس بيوس قد آل إلى أنها
أضحت مستوطنة رومانية وذلك بسريان نظام الحقوق المدينة الرومانية
علىسكانها، ويعتقد أن الأسباب التي تكمن وراء ازدهار المدينة تعود إلى
النشاط التجاري فيها وليس الأعمال الزراعية.فأرض الضواحي المحيطة بها تعد
أقل خصوبة من أراضي المقاطعة لبدة. يؤكد ذلك مقر وكلاء تجار صبراتة، الذي
تم العثور عليه في مرفأ (أوستيا) القديم على الساحل القريب من مدينة روما،
حيث تزدان قائمة المقر المذكور بفسيفساء.. صور الفيل.. وقد استنتج من هذا
أن تجارة صبراتة الرئيسة كانت تقوم على تصدير العاج و المنتوجات ذات
السمعة الافريقية الاخرى وذلك عن طريق فزان وغدامس . وظل البلد مزدهراً
طوال القرن الثالث الميلادي إلى عهد الأباطرة السويريين. في أواسط القرن
الرابع الميلادي وقع زلزال، ناهيك عن غزوات السلب والنهب والتخريب التي
قامت بها بعض قبائل الاوستوريين.
وتسترد المدينة مكانتها السابقة في فترات لاحقة وذلك حتى مجئ قبائل
الوندال التي اجتاحت الشمال الافريقي واستهدفت صبراتة تخريباً واحتلالاً
سنة (455م) شأنها شأن بقية المدن الافريقية في تلك الحقبة.وظلت المدينة
مهملة إلى أن احتلها الجيش البيزنطي ثانية سنة (533م) . وفي عهد
الامبراطور جستينان الذي استمر في حكم إلى سنة 565م، أعيد تحصين القسم
الأقدم من المدينة المجاور للميناء وذلك بانشأء واقامة سور بأبراج، كذلك
شيدت فيها كنيسة غطيت أرضية بهوها بالفسيفساء ( نقلت الأرضية الفسيفسائية
إلى طرابلس عام 1931م وهي محفوظة الآن بقائمة خاصة بالمتحف الجماهيري).
وتم في هذه الفترة أيضاً بناء مساكن جديدة وعبدت الطرق التي تتخللها على
أنقاض المباني السالف ذكرها بمستوى يعلو 3-4 اقدام فوق المستوى القديم كما
يلاحظ من قطاع التنقيب الواقع داخل الباب البيزنطي في الجهة اليمنى منه
مباشرة.
في عام 1923م. شرع بأعمال التنقيب والحفر في مدينة صبراتة ولأول مرة.
ولقد استمرت هذه الأشغال حتى عام 1936م، حيث تم خلال هذه المدة الكشف عن
نصف مساحة المدينة القديمة تقريباً بما في ذلك المباني العامة وعدد من
المساكن و الشوارع.
ومن بين المنشآت الهامة التي تم العثور عليها في تلك الآونة مسرح صبراتة.
وفي الخمسينات استؤنفت أعمال الحفر والتنقيب واتسع نطاقها فشمل القسم
الغربي من المدينة والكائن جنوب السور البيزنطي، حيث اكتشف حي سكني يرجع
للفترة الاولى من تأسيس الامبراطورية الرومانية. ويتميز هذا الأثر
المعماري البونيقي بطابعه الليبي الواضح.
بتصرف عن كتاب ليبيا الكنوز الصامتة...........
PIiiiIIشاهينPIiiiII- ۩๑۩ راعي محل ۩๑۩
- عدد الرسائل : 326
تاريخ التسجيل : 03/04/2007
الاوسمة
الاوسمة:
الاوسمة:
(0/0)
رد: صور من صبراتة
شكرا أختي الليبية على هذه الصور بارك الله فيكي وجزاكي كل خير
تقبلي مروري
أخوكي المختار
تقبلي مروري
أخوكي المختار
المختار- مشرف مميز
- عدد الرسائل : 352
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 27/08/2007
الاوسمة
الاوسمة:
الاوسمة:
(1/10)
رد: صور من صبراتة
شكرا أختي الليبية على هذه الصور بارك الله فيكي وجزاكي كل خير
تقبلي مروري
أخوكي المختار
تقبلي مروري
أخوكي المختار
المختار- مشرف مميز
- عدد الرسائل : 352
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 27/08/2007
الاوسمة
الاوسمة:
الاوسمة:
(1/10)
رد: صور من صبراتة
تسلم على مرورك اخوي
تحياتي
الليبية- المراقبة العامة
- عدد الرسائل : 265
تاريخ التسجيل : 08/04/2007
الاوسمة
الاوسمة:
الاوسمة:
(2/10)
رد: صور من صبراتة
مشكوره
ع الصور
والموضوع
يعطيك العافيه
دمتم بكل خير
ع الصور
والموضوع
يعطيك العافيه
دمتم بكل خير
عِ ٌُـشٌُقتَ قآُ‘تلٌـتـي- عضو متميز
- عدد الرسائل : 118
تاريخ التسجيل : 28/09/2007
رد: صور من صبراتة
مشكور على مرورك اخي
تسلم
الليبية- المراقبة العامة
- عدد الرسائل : 265
تاريخ التسجيل : 08/04/2007
الاوسمة
الاوسمة:
الاوسمة:
(2/10)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى