pLiiiJlخصلة من شعر الحبيبةpLiiiJl

من طرف PIiiiIIشاهينPIiiiII السبت أبريل 21, 2007 9:50 pm

لا أدري لأي سبب تلح علي تلك الصورة بشدة خلال الأيام الأخيرة
تتجمع حشود الغزاة حول سور طروادة
الضغط يزداد يوماً بعد يوم بعد أسبوع وشهر وسنة ويستمر الحصار
إمدادات المدينة تكفي ولكن
أسوار المدينة قوية وستصمد ولكن
يطول الحصار
يطول الحصار ويزداد معه إصرار الغزاة على دك الأسوار لا بل على محو تلك المدينة ومحو حضارتها من الوجود
يطول الحصار ومعها يزداد إصرار الشعب المدافع عن كيانه ووجوده على الاستمرار
الرجال يتساقطون من كلا المعسكرين في سبيل غايات يسمو بعضها وينحط بعضها الآخر كما هي الحال في تفاوت مستويات البشر
النساء
نساء طروادة كانت قلوبهن معلقة مع رجالهن فوق السور تعزز من صمودهم
قامت إحدى الحسناوات بقص شعرها الطويل الجميل ومنه جدلت خيطاً قوياً لقوس حبيبها المدافع فوق السور
أسهم حبيبها صارت أقوى وإصاباتها صارت أدق
حبيبها كان يحمل صورتها لا بل كان يحملها هي في قلبه وفي ذاكرته ولطالما فعل .... الآن صار يرمي سهامه بذات اليد التي تداعب شعر حبيبته
خصلة الشعر تلك جعلت من حبيبها بطلاً
تبعتها نساء طروادة وبناتها
كل منهن غزلت لحبيبها خيطاً لقوسه يرمي به قلوب الغزاة
استمر الحصار
وطال الحصار
للأسف سقطت طروادة
القليل يعلمون
أن نساء طروادة أكملن كتابة الملحمة
في زمان آخر
مع جيل جديد من رجال ترمي بسهام الحب والوفاء
تدافع عن أسوار قد تسقط أحياناً وتصمد أحياناً أخرى
ولكنها تنتصر دوماً
برغم طعم الهزيمة المر
طعم الهزيمة الذي تمحوه يد الأمل
تمحوه ذاكرة الحبيبة وذاكرة المستقبل الآتي بكرٍّ وفرّ
كم هو وحيد ذاك الذي رأى أقواس أصدقائه تزدهي بحنين الحب ودفء تلك التي تنتظر
كم هو وحيد ذاك الذي يعيش في الأحلام ينتظر
يشد القوس ويرمي
ولكن
مع الوحدة تختلف الأمور
طعم الهزيمة أمر وأشد
وطعم النصر .... وأي لذة لذاك النصر البعيد
وحده ألم الوحدة والانتظار قادر على أن يمحي روعته
كم هو وحيد ذاك الذي عشق المجهول ومضى يعد الأيام من فوق السور
يمضي
لا وداع ولو بدمعة أو ابتسامة
ولا حبيبة تنتظر العودة وتعطي وعود الوفاء
يزداد ضغط الحلم وتزداد الوحدة
من فوق تلك الأسوار
يتساقط الرجال باستمرار
رجال سعداء وآخرون ...
يعتصرهم الحلم وآخرون ...
يبحثون عن المجهول
يدافعون عن أسوار ستنتصر دوماً
تنتهي المعركة ويبقى الحطام
يبقى الحجر ليروي بعضاً من ذكريات الماضي
فتلك الأطلال لها خاصية لا يعرفها إلا أولئك الذين اعتادوا قراءة ما بين السطور
تلك الأحجار المتداعية لجدران آوت إليها أطفالاً ونساءً ورجالً
كل قصص الحب تلك
كل الحكايات التي انتهت .... وتلك التي لم تنته
تلك الأطلال لها قدرة على النفوذ سريعاً إلى قلبك
ترمي بثقل آلاف الدموع والابتسامات من آلاف اللحظات السعيدة والحزينة
كل هذا وأكثر
ترميه دفعة واحدة في مشهد واحد يمر أمام عينيك
تروي الكثير عن هيبة الماضي وثقل الأيام
تروي الكثير ولكن
قلة أولئك الذين يعلمون
لا أستغرب وقوف الشعراء على الأطلال يرثون بعد الحبيبة ونار الشوق
ففي ذاكرة الأطلال ... أي أطلال
ستجد حكاية البشرية كلها
حكايتي وحكايتك وحكاية كل عاشق سعيد كان أو شقي
وقف شعراء الماضي على أطلالهم الحجرية
وها نحن نقف على أطلالنا
أطلال إنسانية قاربت الأفول
في زمن صارت فيه البشرية حطاماً لجمال قد غاب منذ زمن
لعله يعود ...
وحينها ستعود الذاكرة
وستشتد صلابة القوس مرة أخرى
بخيط من شعر الحبيبة
وستصبح الإصابات أدق
وستنبض العروق مرة أخرى بذاكرة من طروادة
قرأت وقرأت عن تلك الملحمة
أسطورة تلك المدينة بعظمتها التي زالت من ذاكرة التاريخ وحفظتها ذاكرة الشعراء
أصدق ما يقوله البعض عن أن الرعاة حين يمرون في أرض طروادة
يسمعون الكثير من الأصوات
هم يقولون أنك لو أرهفت السمع
فلربما سمعت أصوات رجال تحتضر ناعية الهزيمة
أو لعلها أصوات رجال تصرخ فرحاً بالنصر
وأي نصر
لو مررت بتلك البقعة فلعلك ستسمع صوت ذاك العاشق يتنهد شوقاً
ولعلك ستسمع نحيب تلك الحبيبة
ولعلك ستبصر لو تمعنت في بواطن الأمور
بسبب كل تلك المعمعة التي كان وقودها رجال من لحم ودم
أعلم أن دافع البشر الأول منذ الخليقة كان ولا يزال واحداً
أن تبقى
أن تستمر
حباً بالجمال
حباً بالوجود
حباً بالمعرفة
حباً بالخالق
حباً بالخلود
أن تعيش حياتك بحق
وأن يذكرك الزمان والمكان
*********
بعيداً عن ميزان المادة والحقائق
وبنظرة شعرية نثرية
فكل ما كتب في هذا الموضوع
كان رثاء للإنسانية
رثاء لزمن جميل وفردوس مفقود
كانت فيه خصلة من شعر الحبيبة
تفعل الأعاجيب على قوس حبيبها

من طرف المختار الإثنين أغسطس 27, 2007 9:21 am

ترمي بثقل آلاف الدموع والابتسامات من آلاف اللحظات السعيدة والحزينة
**********
لو مررت بتلك البقعة فلعلك ستسمع صوت ذاك العاشق يتنهد شوقاً
**********
شكرا أخي شاهين على هذه القصة الرائعة

pLiiiJlخصلة من شعر الحبيبةpLiiiJl

pLiiiJlخصلة من شعر الحبيبةpLiiiJl

رد: pLiiiJlخصلة من شعر الحبيبةpLiiiJl