البيوت المغربية التقليدية
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
البيوت المغربية التقليدية
ما زالت البيوت المغربية التقليدية أو دور المدينة القديمة، كما يطلق عليها المغاربة، تثير الفضول والإعجاب بسبب هندستها المعمارية الفريدة، ونمط العيش فيها الذي يختلف كليا عن نمط العيش في البيوت العصرية. لذلك ليس غريبا أن تجد العديد من المغاربة يتشبثون ببيوتهم القديمة ويحرصون على إعادة ترميمها مع المحافظة على هندستها الداخلية التي توفر خصوصية كبيرة للأسرة القاطنة بها، إلى جانب توفير مختلف المرافق الضرورية من اجل العيش في ظروف صحية وأجواء مريحة. وبسبب هذه الخاصيات يتهافت الأجانب حاليا على شرائها وإعادة ترميمها وجعلها اقامات دائمة لهم، أو تحويلها إلى مطاعم ودور ضيافة.
أهم ما يثير الانتباه في الأحياء العتيقة في المدن المغربية مثل فاس ومكناس ومراكش والرباط، هو أن البيوت التي كانت تقطنها العائلات الكبيرة والمعروفة، لا تثير انتباه المارة لان شكلها الخارجي بسيط للغاية، ولا تكشف بتاتا عما يوجد بداخلها، خلافا للبيوت الحالية التي يعطي أصحابها أهمية كبيرة للهندسة الخارجية للتباهي وإبراز المكانة الاجتماعية.
أما السر في كون البيوت المغربية التقليدية ليست لها واجهة خارجية، فيعود إلى الرغبة في الحفاظ على الخصوصية بالدرجة الأولى، وتجنب إبراز الفوارق الاجتماعية بين الأسر والعائلات التي تقطن نفس الحي، إذ انه بجانب البيوت الكبيرة، أخرى صغيرة مكونة من غرفة واحدة فقط كانت تعرف باسم «المصرية»، وتقطنها الأسر البسيطة، كما قال محمد عبد الإله بلغازي، محافظ متحف دار بلغازي، الذي عمل أيضا في مجال ترميم عدد من البيوت العتيقة، مشيرا إلى أن الفوارق الاجتماعية التي كانت موجودة لم تكن تكرس أي صورة من صور القطيعة أو التنافر بين سكان الحي، بل كانت الأسر الغنية لا تستغني عن جاراتها البسيطة، للقيام بعدد من المهام من بينها خياطة وتطريز الملابس الخاصة بالعروس، مقابل الحصول على مواد غذائية مثل الدقيق والزيت والسمن.
ويصف بلغازي أسرار الهندسة المعمارية لتلك البيوت بأنها عجيبة، فهي دافئة في الشتاء، وباردة في الصيف، والسبب هو أن جدرانها سميكة جدا، إذ يتراوح سمكها ما بين 60 و120 سنتيمترا، بينما يتراوح علو سقف الغرف ما بين 7 و10 أمتار، تتخللها أعمدة من خشب الأرز، التي تساعد بدورها في الحفاظ على الدفء، فضلا عن توفرها على باب كبير يسمى «الفصيل» وبداخله بويبة صغيرة تسمى «الخوخة»، وهي الأكثر استعمالا، خصوصا في فصل الشتاء. في اغلب البيوت توجد نافورة تتوسط فناء الدار، ومياه هذه النافورة كانت تأتي مباشرة من مجرى العيون المائية عبر شبكة معقدة لتوزيع المياه، بينما تزين الجدران الفسيفساء التي تتوفر على حوالي 200 شكل هندسي. ما تجدر الإشارة إليه أن جدار «الصالة»، أو «البيت الرسمي» كما كان يسميه المغاربة، كان يزين أيضا بـ«الحيطي» إذا لم يتوفر الزليج أو الفسيفساء، وهو قماش من المخمل عليه رسوم هندسية يعلق على الحائط، ويستعمل بشكل خاص في المناسبات والأعياد وحفلات الزفاف، حتى لا يتعرض للتلف، مع العلم أن مدة حياكته كانت تستغرق من 6 أشهر إلى عام. وتتوفر البيوت التقليدية في العادة على ثماني غرف: أربع في الطابق السفلي وأخرى في الطابق العلوي بينهما مكان تخزن فيه المؤونة الغذائية التي تكفي لعام كامل ويسمى «بين وبين». وكانت الأم هي التي تتوفر على مفاتيح «خزين المؤونة»، بينما زوجة الابن مسؤولة فقط عن المؤونة الخاصة بالاستهلاك اليومي من دقيق وزيت وزيتون الموضوعة في المطبخ في الطابق السفلي.
أما غرف النوم، يقول بلغازي فكان يوجد داخل كل منها حمام بلدي في زاوية الغرفة، وهو عبارة عن حوض استحمام مزود بأنابيب تضخ مياها ساخنة وأخرى باردة.
وبما أن النساء لم يكن يغادرن البيت إلا نادرا، فكان من حقهن الإطلالة على العالم الخارجي، وذلك عبر نوافذ صغيرة تسمى «الشناشل» مصنوعة من الخشب المخروط تستعمل للتهوية، وفي نفس الوقت تطل من خلفها النسوة من دون أن يراهن احد. إلا أن «الشناشل» ليست هي الوسيلة الوحيدة للإطلالة على العالم الخارجي، فالسطح كان بمثابة فضاء للنزهة لذلك سمي «المنزه» وبفضل علو تلك المنازل فهي تطل على المدينة ككل.
وليس في البيوت العصرية. لذلك ليس غريبا أن تجد العديد من المغاربة يتشبثون ببيوتهم القديمة ويحرصون على إعادة ترميمها مع المحافظة على هندستها الداخلية التي توفر خصوصية كبيرة للآسرة القاطنة بها، إلى جانب توفير مختلف المرافق الضرورية من اجل العيش في ظروف صحية وأجواء مريحة. وبسبب هذه الخاصيات يتهافت الأجانب حاليا على شرائها وإعادة ترميمها وجعلها اقامات دائمة لهم، أو تحويلها إلى مطاعم ودور ضيافة.
أهم ما يثير الانتباه في الأحياء العتيقة في المدن المغربية مثل فاس ومكناس ومراكش والرباط، هو أن البيوت التي كانت تقطنها العائلات الكبيرة والمعروفة، لا تثير انتباه المارة لان شكلها الخارجي بسيط للغاية، ولا تكشف بتاتا عما يوجد بداخلها، خلافا للبيوت الحالية التي يعطي أصحابها أهمية كبيرة للهندسة الخارجية للتباهي وإبراز المكانة الاجتماعية.
أهم ما يثير الانتباه في الأحياء العتيقة في المدن المغربية مثل فاس ومكناس ومراكش والرباط، هو أن البيوت التي كانت تقطنها العائلات الكبيرة والمعروفة، لا تثير انتباه المارة لان شكلها الخارجي بسيط للغاية، ولا تكشف بتاتا عما يوجد بداخلها، خلافا للبيوت الحالية التي يعطي أصحابها أهمية كبيرة للهندسة الخارجية للتباهي وإبراز المكانة الاجتماعية.
أما السر في كون البيوت المغربية التقليدية ليست لها واجهة خارجية، فيعود إلى الرغبة في الحفاظ على الخصوصية بالدرجة الأولى، وتجنب إبراز الفوارق الاجتماعية بين الأسر والعائلات التي تقطن نفس الحي، إذ انه بجانب البيوت الكبيرة، أخرى صغيرة مكونة من غرفة واحدة فقط كانت تعرف باسم «المصرية»، وتقطنها الأسر البسيطة، كما قال محمد عبد الإله بلغازي، محافظ متحف دار بلغازي، الذي عمل أيضا في مجال ترميم عدد من البيوت العتيقة، مشيرا إلى أن الفوارق الاجتماعية التي كانت موجودة لم تكن تكرس أي صورة من صور القطيعة أو التنافر بين سكان الحي، بل كانت الأسر الغنية لا تستغني عن جاراتها البسيطة، للقيام بعدد من المهام من بينها خياطة وتطريز الملابس الخاصة بالعروس، مقابل الحصول على مواد غذائية مثل الدقيق والزيت والسمن.
ويصف بلغازي أسرار الهندسة المعمارية لتلك البيوت بأنها عجيبة، فهي دافئة في الشتاء، وباردة في الصيف، والسبب هو أن جدرانها سميكة جدا، إذ يتراوح سمكها ما بين 60 و120 سنتيمترا، بينما يتراوح علو سقف الغرف ما بين 7 و10 أمتار، تتخللها أعمدة من خشب الأرز، التي تساعد بدورها في الحفاظ على الدفء، فضلا عن توفرها على باب كبير يسمى «الفصيل» وبداخله بويبة صغيرة تسمى «الخوخة»، وهي الأكثر استعمالا، خصوصا في فصل الشتاء. في اغلب البيوت توجد نافورة تتوسط فناء الدار، ومياه هذه النافورة كانت تأتي مباشرة من مجرى العيون المائية عبر شبكة معقدة لتوزيع المياه، بينما تزين الجدران الفسيفساء التي تتوفر على حوالي 200 شكل هندسي. ما تجدر الإشارة إليه أن جدار «الصالة»، أو «البيت الرسمي» كما كان يسميه المغاربة، كان يزين أيضا بـ«الحيطي» إذا لم يتوفر الزليج أو الفسيفساء، وهو قماش من المخمل عليه رسوم هندسية يعلق على الحائط، ويستعمل بشكل خاص في المناسبات والأعياد وحفلات الزفاف، حتى لا يتعرض للتلف، مع العلم أن مدة حياكته كانت تستغرق من 6 أشهر إلى عام. وتتوفر البيوت التقليدية في العادة على ثماني غرف: أربع في الطابق السفلي وأخرى في الطابق العلوي بينهما مكان تخزن فيه المؤونة الغذائية التي تكفي لعام كامل ويسمى «بين وبين». وكانت الأم هي التي تتوفر على مفاتيح «خزين المؤونة»، بينما زوجة الابن مسؤولة فقط عن المؤونة الخاصة بالاستهلاك اليومي من دقيق وزيت وزيتون الموضوعة في المطبخ في الطابق السفلي.
أما غرف النوم، يقول بلغازي فكان يوجد داخل كل منها حمام بلدي في زاوية الغرفة، وهو عبارة عن حوض استحمام مزود بأنابيب تضخ مياها ساخنة وأخرى باردة.
وبما أن النساء لم يكن يغادرن البيت إلا نادرا، فكان من حقهن الإطلالة على العالم الخارجي، وذلك عبر نوافذ صغيرة تسمى «الشناشل» مصنوعة من الخشب المخروط تستعمل للتهوية، وفي نفس الوقت تطل من خلفها النسوة من دون أن يراهن احد. إلا أن «الشناشل» ليست هي الوسيلة الوحيدة للإطلالة على العالم الخارجي، فالسطح كان بمثابة فضاء للنزهة لذلك سمي «المنزه» وبفضل علو تلك المنازل فهي تطل على المدينة ككل.
وليس في البيوت العصرية. لذلك ليس غريبا أن تجد العديد من المغاربة يتشبثون ببيوتهم القديمة ويحرصون على إعادة ترميمها مع المحافظة على هندستها الداخلية التي توفر خصوصية كبيرة للآسرة القاطنة بها، إلى جانب توفير مختلف المرافق الضرورية من اجل العيش في ظروف صحية وأجواء مريحة. وبسبب هذه الخاصيات يتهافت الأجانب حاليا على شرائها وإعادة ترميمها وجعلها اقامات دائمة لهم، أو تحويلها إلى مطاعم ودور ضيافة.
أهم ما يثير الانتباه في الأحياء العتيقة في المدن المغربية مثل فاس ومكناس ومراكش والرباط، هو أن البيوت التي كانت تقطنها العائلات الكبيرة والمعروفة، لا تثير انتباه المارة لان شكلها الخارجي بسيط للغاية، ولا تكشف بتاتا عما يوجد بداخلها، خلافا للبيوت الحالية التي يعطي أصحابها أهمية كبيرة للهندسة الخارجية للتباهي وإبراز المكانة الاجتماعية.
سهام- مشرفة متميزة
- عدد الرسائل : 219
تاريخ التسجيل : 08/04/2007
الاوسمة
الاوسمة:
الاوسمة:
(2/10)
رد: البيوت المغربية التقليدية
بارك الله فيك
اختي سهام
على الموضوع المميز
جزاك ربي خيرا
اختك في الله
بنت الجزائر
اختي سهام
على الموضوع المميز
جزاك ربي خيرا
اختك في الله
بنت الجزائر
بنت الجزائر- المشرفة العامة رئيس المنتدى
- عدد الرسائل : 50
تاريخ التسجيل : 07/04/2007
الاوسمة
الاوسمة:
الاوسمة:
(0/0)
رد: البيوت المغربية التقليدية
شكرا أختي شهام على هذا الموضوع الرائع
تقبلي مروري
أخوكي المختار
تقبلي مروري
أخوكي المختار
المختار- مشرف مميز
- عدد الرسائل : 352
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 27/08/2007
الاوسمة
الاوسمة:
الاوسمة:
(1/10)
رد: البيوت المغربية التقليدية
المختار كتب:شكرا أختي سهام على هذا الموضوع الرائع
تقبلي مروري
أخوكي المختار
المختار- مشرف مميز
- عدد الرسائل : 352
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 27/08/2007
الاوسمة
الاوسمة:
الاوسمة:
(1/10)
رد: البيوت المغربية التقليدية
راااااااااااائع يأخت سهام
تسلم ايدك يارب على الموضوع شامل
تحياتي
نسمة مغربية
تسلم ايدك يارب على الموضوع شامل
تحياتي
نسمة مغربية
نسمة مغربية- عضو نشيط
- عدد الرسائل : 27
تاريخ التسجيل : 29/08/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى